صُنّاع «The Lost Bus» يعيدون خلق حريق كاليفورنيا في فيلم بول غرينغراس
بول غرينغراس، The Lost Bus، رؤى فنية وتقنية مكثفة حول كيفية إعادة خلق أحد أخطر حرائق ولاية كاليفورنيا الواقعية — حريق كامب فاير عام 2018 — وذلك خلال جلسة في مهرجان Contenders London.
قصة حقيقية في قلب الدراما
يحكي الفيلم القصة الحقيقية لسائق الحافلة المدرسية كيفن ماكاي والمعلمة ماري لودفيغ اللذين أنقذا 22 طفلاً أثناء الكارثة. اعتمد فريق الإنتاج على مزيج من المصادر الحقيقية والتقنيات السينمائية لإعادة خلق الإحساس بالحادث ودرجة الخطر التي واجهها السكان والمستجيبون الأوائل.
المونتاج: واقعية مُفزعة وصلت لصانعي الفيلم أنفسهم
شارك المونتير الحائز على جائزة الأوسكار ويليام غولدنبرج تجربته أثناء عملية ما بعد الإنتاج، حين تلقى إحساساً شخصياً قويًا بالواقعية بعد الانتهاء من مشاهد كبيرة للنيران، إذ كانت عائلته في لوس أنجلوس تُخلّص من منازلها خلال حريق المحيط الهادئ في يناير 2025.
«خرجت من مرحلة المزج وكنت بحاجة لأخذ لحظة لأنني لم أكن أعلم إن كان منزلي لا يزال قائماً… الواقعية في الفيلم كانت ساحقة»، — ويليام غولدنبرج.
الصوت: أصوات حقيقية تحفظ الذاكرة
نجحت تجربة المونتاج الصوتي في منح الفيلم ثقلًا واقعيًا بإضافة تسجيلات اتصالات الراديو الحقيقية بين المستجيبين الأوائل في يوم الحريق، حسبما قالت محررة الصوت المشرفة راشيل تيت. استمرت بعض تلك التسجيلات لخمس ساعات قبل أن تتوقف نتيجة احتراق أبراج البث، وهو ما عكسه الفيلم أيضاً.
«كلما تسمع جهاز اتصال محمول أو راديو في المشهد، ما تسمعه هو شخص حقيقي يُحاول إنقاذ أرواح حقيقية في تلك اللحظة والمكان.»
المؤثرات البصرية: خرائط ومراجع حقيقية
جمع مشرف المؤثرات البصرية تشارلي نوبل مواد مرجعية من رئيس إطفاء بارادايس جون ميسينا ومن المعلّمة لودفيغ، وامتد العمل إلى إنتاج خريطة للمنطقة ومسار الحافلة، مع لقطات مرجعية على امتداد الطريق لتوجيه العمل الرقمي وإحداث تماسك بصري مع مشاهد الحريق الحقيقية.
النار كشخصية: خصم لا هوادة فيه
عرّف مكسِر الصوت ويليام ميلر النار بأنها «واحدة من الشخصيات» في الفيلم — خصم ليس بشرياً بل طبيعة لا يمكن التنبؤ بسرعة تحركها وانتشارها. استُخدمت عناصر مرئية مثل الجمر المتطاير كبوادر تحذيرية — “مخالب” تشبه زعانف القرش في فيلم Jaws — لتوصيل الإحساس بالخطر القريب.
«في ذروة الحريق، كانت النار تتحرك بمعدل يقارب ملعب كرة قدم في الثانية.»
خاتمة
يقدم The Lost Bus نموذجًا لصياغة فيلم كارثة يستند إلى أحداث حقيقية مع احترام الذاكرة والضحايا، من خلال عمل متقن يدمج التسجيلات الحقيقية، التخطيط الدقيق للمشاهد والإحساس الصوتي الذي يجعل المشاهد أمام تجربة مشبّعة بالواقع. في هذا العمل، تتحول السينما إلى أرشيف حي يُذكّر بالمخاطر التي تفرضها الطبيعة عندما تتفلت منا.



