وفاة روبرت ريدفورد، أسطورة هوليوود ومؤسس مهرجان سندانس، عن عمر يناهز 89 عامًا

روبرت ريدفورد: وداع أسطورة هوليوود ومؤسس مهرجان سندانس

أُعلن صباح اليوم عن وفاة النجم الأميركي الأسطوري روبرت ريدفورد، عن عمر يناهز 89 عامًا، في منزله بسندانس في ولاية يوتا، محاطًا بأحبائه. وأكدت الخبر سيندي بيرغر، الرئيسة التنفيذية لشركة العلاقات العامة Rogers & Cowan PMK، في بيان رسمي قالت فيه:

توفي روبرت ريدفورد في نومه في صباح يوم الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025، في منزله في سندانس بين جبال يوتا، المكان الذي عشقه طوال حياته. لقد خسرنا فنانًا وإنسانًا نادرًا. تطلب العائلة الخصوصية في هذا الوقت العصيب.”

وُلد روبرت ريدفورد عام 1936، وبدأ مسيرته الفنية على خشبة المسرح بعد دراسته في أكاديمية الفنون الدرامية الأميركية. سطع نجمه في مسارح برودواي من خلال أعمال مثل Barefoot in the Park عام 1963، قبل أن ينطلق في عالم السينما بأداءٍ لامعٍ في فيلم Butch Cassidy and the Sundance Kid (1969)، إلى جانب بول نيومان، في دور شكّل انطلاقة نحو سلسلة من الأفلام الكلاسيكية التي خلدت اسمه بين عمالقة الشاشة الذهبية.

من أبرز أعماله:

  • All the President’s Men
  • The Sting
  • Three Days of the Condor
  • The Great Gatsby
  • Out of Africa (مع ميريل ستريب وإخراج سيدني بولاك)

وفي عام 1980، حقق ريدفورد إنجازًا تاريخيًا كمخرج بفيلم Ordinary People الذي حصد أربع جوائز أوسكار، منها أفضل مخرج وأفضل فيلم، مؤكدًا مكانته كفنان متعدد المواهب لا يقتصر على التمثيل فقط.

لكن الأثر الأكبر لروبرت ريدفورد ربما كان خارج حدود الشاشة، حين أطلق في عام 1981 معهد سندانس، الذي تحوّل خلال سنوات إلى أحد أهم ركائز صناعة السينما المستقلة في العالم. من خلال دعم الكُتّاب والمخرجين الجدد، فتح ريدفورد أبواب هوليوود لأصوات جديدة، وكان وراء إطلاق مهرجان سندانس السينمائي عام 1985، الذي بات لاحقًا المنصة الأهم للأفلام المستقلة.

ساهم سندانس في اكتشاف مخرجين أصبحوا علامات فارقة في الصناعة مثل:

  • كوينتن تارانتينو
  • ستيفن سودربيرغ
  • روبرت رودريغيز
  • بول توماس أندرسون
  • كيفن سميث

كما دعمت مختبرات سندانس إنتاج أفلام ثورية مثل Boys Don’t Cry وReservoir Dogs وPariah.

طوال حياته المهنية التي امتدت لستة عقود، لم يتوقف ريدفورد عن الإبداع، حيث واصل الظهور في أفلام بارزة مثل Spy Game، A Walk in the Woods، وThe Old Man & the Gun، الذي أعلن بعده اعتزاله التمثيل عام 2018. كما شارك في Avengers: Endgame في ظهور مفاجئ لجيل جديد من المشاهدين.

نال ريدفورد خلال مسيرته العديد من التكريمات، منها:

  • جائزة الأوسكار (أفضل مخرج) وجائزة الأوسكار الفخرية (2002)
  • ثلاث جوائز غولدن غلوب، منها جائزة سيسيل بي ديميل
  • الأسد الذهبي لإنجاز العمر من مهرجان فينيسيا السينمائي
  • وسام الحرية الرئاسي من الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2016، الذي وصفه بأنه “فنان وناشط ساهم في تشكيل الإرث الثقافي لأميركا”

ردود الفعل على وفاته كانت واسعة ومؤثرة، حيث كتب الإعلامي جيك تابر: “وداعًا روبرت ريدفورد”، مرفقًا صورة له من فيلم The Way We Were. أما الكاتبة مارلي ماتلين، فقالت:

“فيلمنا CODA نال اهتمام العالم بفضل سندانس. وسندانس وُجد بفضل روبرت ريدفورد. عبقري رحل. RIP Robert.”

كما كتب الروائي ستيفن كينغ: “ريدفورد كان من روّاد هوليوود الجديدة في السبعينيات والثمانينيات. فقدنا رمزًا.”

برحيل روبرت ريدفورد، تفقد السينما العالمية أحد أعمدتها. فنانٌ لم يكتفِ بالأداء، بل آمن بأن للفن رسالة، وسعى طيلة حياته لتمكين المبدعين والاحتفاء بالقصص الأصيلة. سيظل إرثه الإنساني والفني مصدر إلهام لأجيال قادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *