عالم مألوف بملامح جديدة

تُعيدنا Little Nightmares 3 إلى عوالمٍ مشوهة تكتنفها التفاصيل الصغيرة المزعجة: ألعاب مهجورة، آلات متعفنة، وأشكال بشرية مُشوّهة تُعيد لك الإحساس بأنك دُسّت داخل حلم مظلم لا يمكنك الاستيقاظ منه بسهولة. برغم أن السلسلة تحافظ على بصمتها البصرية المعروفة، فإن هذا الجزء يسعى لأن يقدم هوية جديدة عبر اثنين من الأبطال، وأدوات تفاعلية مختلفة، وإضافة طور التعاونية لأول مرة.

الشخصيتان والأدوات

Low مزوّد بقوس وسهام تتيح له تفعيل آليات بعيدة المدى وافتكاك عناصر بيئية بطريقة ذكية. في المقابل، تملك Alone مفتاح ربط ضخم يسمح بتحطيم الحواجز أو تحريك أجهزة محددة. تكامل قدراتهما يبدو واعدًا، لكن التنفيذ السياقي لهذه الأدوات قلّص من مساحة التجريب — فغالبًا ما تُستخدم الأداة عندما يشير التصميم مباشرةً إلى ذلك، بدلاً من منح اللاعب المساحة لحلول مبتكرة بالكامل.

الألغاز والتحدي

مقارنةً بجزءي السلسلة السابقين، تميل الألغاز هنا إلى البساطة والوضوح؛ فهي تخدم التقدّم السردي أكثر من كونها تحديًا ذكياً. لحظات الحلول الذكية النادرة هي التي تمنح اللعبة نكهتها القديمة، لكن للأسف كثير من القطع تبدو توجيهية بشكل مفرط. هذا لا يعني أن اللعبة بلا لحظات جيدة — فهناك تحديات تتطلب تعاونًا متزامنًا وحسًا تكتيكيًا — لكنها قليلة نسبيًا.

التعاون (Co-op) وتصميم التجربة الجماعية

إدخال طور التعاون يعد أهم تغيير هيكلي في اللعبة؛ حيث يمكن لشخصين أن يجتازا القصة معًا أو أن تعتمد الثاني على الـAI في حالة اللعب الفردي. الإيجابية الكبيرة هنا هي نظام Friend Pass الذي يتيح للاعب دعوة صديق دون شرائه للعبة. ومع ذلك، هناك محاذير: الطور التعاوني متاح أونلاين فقط ولا يدعم التعاون على نفس الشاشة (couch co-op)، كما لا يدعم الالتحاق الفوري (drop-in/out)، مما يجعل التجربة أقل مرونة عما قد يتوقعه اللاعبون.

العوالم والفصول

تتوزع القصة على أربعة فصول رئيسية: Necropolis، وCandy Factory، وCarnavale — وهو الفصل الأكثر ثراءً من حيث الأجواء — وأخيرًا The Institute بممراته المشوهة. كل فصل يحمل طابعه البصري ومخلوقاته الخاصة، ولكن طول التجربة الإجمالي — حوالي خمس ساعات — يجعل الشعور بالامتلاء السردي أقل مما يجب، خصوصًا مع وعود بمحتوى إضافي قادم عبر تمريرة مدفوعة.

التصميم الفني والمرئي

على مستوى المرئيات، لا تزال السلسلة تتألق: تفاصيل موديلات المخلوقات، معالجة الإضاءة، والانعكاسات الخفيفة في بيئات مغبرة كلها تخلق إحساسًا متماسكًا بالوحشة. الألوان الداكنة واللمسات الصفراء/البرتقالية في الإضاءات تمنح اللعبة توقيعًا بصريًا مميزًا. بعض اللحظات السينمائية تستحق الوقوف عندها — خصوصًا مشاهد Carnavale — حيث يلتقي الغرابة بالإبداع البصري.

الصوت والموسيقى

الأداء الصوتي ومزيج التصوير الصوتي يعززان التوتر بشكل مستمر؛ أصوات الخطوات البعيدة، أجراس تشير إلى خطر قادم، وموسيقى خلفية تخبو وتعلو بناءً على وتيرة المشهد تُمثّل عملًا متقنًا. الصوت يلعب هنا دورًا سرديًا لا يقل أهمية عن المشاهد البصرية.

المشاكل التقنية وسلوك الذكاء الاصطناعي

ظهرت بعض الشكاوى حول سلوك الذكاء الاصطناعي للشريك في اختبارات اللعب، حيث قد يتسبب الذكاء الاصطناعي بسلوكيات غير متوقعة تقود إلى وفاة سريعة وإعادة إلى نقاط تفتيش. هذه الحالات لا تؤثر دائمًا على التجربة، لكنها قد تكون محبطة في لحظات حساسة، وتُبرز أهمية وجود لاعب بشري بدلاً من AI في طور التعاون لتفادي تلك الأخطاء.

الطول وإعادة اللعب

مع سيناريو يمتد لحوالي خمس ساعات في التجربة الأساسية، تعاني اللعبة من قصر نسبي مقارنةً بما قد يتوقعه اللاعبون الذين يحبون استكشاف كل زاوية. ومع ذلك، يمكن للاعبين الذين يستمتعون بالأجواء الفنية واللحظات المرعبة أن يجدوا قيمة في إعادة اللعب، خصوصًا لاستكشاف طرق تعاونية مختلفة أو بحثًا عن مجموعات وأسرار لم يتم اكتشافها في الجولة الأولى.

الخلاصة

Little Nightmares 3 لعبة تحمل الكثير من السمات التي أحببناها في السلسلة: رؤية فنية مرعبة، تصميم مخلوقات مدهش، وصوتيات تبني توتر اللحظة. لكنها أيضًا لعبة مترددة في الابتكار — الإضافة الأبرز (طور التعاون) خطوة مهمة لكنها لم تُستثمر بكيفية تمنح التجربة تنوعًا كبيرًا، والألغاز والوتيرة أحيانًا تعود بك إلى مناطق مألوفة جدًا من الجزئين السابقين. إن رغبت بتجربة عاطفة السلسلة مع صديق عبر الإنترنت والاستمتاع بلحظات سينمائية مرعبة، فستجد في هذا الجزء ما يرضيك. أما إن كنت تطمح لتجربة تكسر روتين السلسلة، فقد تشعر بخيبة أمل طفيفة.