منصة FUZE تُحدث ثورة في عالم التعاون بين العلامات التجارية وصنّاع المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أطلقت شركة Power League Gaming منصتها الجديدة FUZE بهدف إعادة تعريف طرق التعاون بين العلامات التجارية وصنّاع المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. في حديث مع فيجايا شيريان، يسلّط ماثيو بيكرينغ، الرئيس التنفيذي لـ PLG وFUZE، الضوء على التحديات، والفرص، ومستقبل الاقتصاد الإبداعي في عالم الألعاب.
فوضى المنصات التقليدية وفجوة الفهم الثقافي
يرى بيكرينغ أن المشكلة لا تقتصر على ازدحام الساحة، بل تكمن في سوء التوافق مع طريقة استهلاك جمهور الألعاب والتقنية للمحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. المنصات التقليدية تتعامل مع صناع محتوى الألعاب كأنهم مؤثرون في أسلوب الحياة، في حين أن بحثًا أجرته Ipsos في ديسمبر 2024 في السعودية، الإمارات، مصر والأردن، أظهر أن 71٪ من اللاعبين يثقون بصناع المحتوى بسبب خبرتهم وصدقهم داخل منظومة الألعاب.
المشاكل الأساسية التي تواجه العلامات التجارية هي صعوبة اكتشاف المبدعين المناسبين، وقياس الأداء بطرق غير دقيقة، وعدم فهم الفروق الثقافية. في FUZE، نركز على التفاعل الحقيقي، حيث تصل معدلات التفاعل إلى 71٪، وهي أعلى بكثير من مثيلاتها في مجال أسلوب الحياة.
نقلة نوعية في سرد القصص التفاعلية
نشهد تحولًا من السرد الأحادي إلى القصص التفاعلية التي يُشارك في صنعها صناع المحتوى. في مجال الألعاب، يُظهر بحث Ipsos أن 75٪ من اللاعبين في المنطقة يفضلون القصص الجذابة ويرغبون بالمشاركة في تشكيلها. أصبح البث المباشر والصيغ التفاعلية منافسًا بل ويتفوق أحيانًا على البث التقليدي. قد يحقق صانع محتوى بـ 100,000 متابع متفاعل نتائج أفضل من إعلان تلفزيوني يشاهده ملايين.
وهذا سبب انتقال ميزانيات ضخمة من شركات كبرى مثل EA وPlayStation من الإعلان التقليدي إلى الشراكات مع صناع المحتوى. في المقابل، أصبح صناع المحتوى أكثر احترافية في إنتاج محتوى يشبه الأفلام الوثائقية أو سلاسل برعاية علامات تجارية.
أرقام تؤكد قوة الفرصة
في سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط، تبلغ نسبة الانتشار 86٪ في دول مثل الإمارات، أي نحو 6.75 مليون لاعب. والأهم أن 77٪ من اللاعبين يقولون إن الإعلانات داخل الألعاب تؤثر في قراراتهم الشرائية، في حين أن معظم العلامات التجارية التقليدية لم تستثمر بعد في هذا المجال بالشكل الأمثل.
الإنفاق الشهري داخل الألعاب يتراوح بين 13 دولارًا في مصر و24 دولارًا في السعودية والإمارات. ومن ناحية تأثير صناع المحتوى، فإن 70٪ من اللاعبين يتأثرون بهم و63٪ يتخذون إجراءً مباشرًا بعد مشاهدة المحتوى – سواء زيارة موقع، أو متابعة علامة، أو الشراء.
كما أن الألعاب أصبحت عادة يومية، بمعدل نشاط يتراوح بين 4 إلى 5 أيام أسبوعيًا، مع ذروة التفاعل بين الساعة 5 مساءً و12 ليلًا – ما يجعل توقيت الحملات أمرًا بالغ الأهمية.
فجوة البنية التحتية وتأخر التبني
رغم وجود جمهور ضخم ومشارك في الألعاب، كانت البنية التحتية للتعاون بين العلامات التجارية والمبدعين متأخرة. ويعزو بيكرينغ هذا التأخر إلى أن المنصات الدولية نظرت للمنطقة كأنها سوق ثانوي، في حين أن اللاعبين المحليين تمسكوا بالإعلانات التقليدية بدلًا من تبني اقتصاد صناع المحتوى.
ولكن هذا تغير مع توفر بيانات لا يمكن تجاهلها: في السعودية وحدها 59٪ من اللاعبين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة. هذا بالإضافة إلى الاستثمار الحكومي، خصوصًا في رؤية 2030، واستضافة المملكة لكأس العالم للرياضات الإلكترونية، فضلًا عن تسارع الرقمنة خلال فترة كوفيد-19.
آلية المطابقة بين العلامات التجارية والمبدعين
تُعطي FUZE الأولوية لمعدلات التفاعل، وجودة المحتوى، وملاءمة الجمهور، بدلًا من الأرقام الظاهرية. نُحلل الألعاب التي يلعبها المبدعون فعلًا، ومن هم جمهورهم، وكيفية تفاعلهم مع المحتوى عبر المنصات المختلفة. تلعب الخوارزميات دورًا في تحليل البيانات الفورية، لكن الفهم الثقافي لا يمكن أتمتته.
مثلًا، قد يتمتع صانع محتوى بإحصائيات ممتازة، لكنه يفتقر لفهم ثقافة الألعاب السعودية مقارنة بالمصرية، ما يؤدي لفشل الحملة. لذلك، تعتمد FUZE على التوازن بين التكنولوجيا والخبرة البشرية لفهم هذه الفروقات الدقيقة.
منصّة مفتوحة بمعايير جودة صارمة
تعتمد FUZE على نهج يمزج بين الانفتاح والتحكم بالجودة. فبينما تفتقر الأسواق المفتوحة إلى معايير الجودة، فإن النماذج القائمة على الوكالات تحد من تنوع المبدعين. في FUZE، لا يهم حجم المتابعين بقدر ما يهم أصالة المحتوى وثقة الجمهور.
نُراقب الأداء بشكل مستمر، ونُشرف على تطوير المبدعين الذين لا يحققون المعايير المطلوبة. لدينا مبدعون صغار بـ10,000 متابع وأيضًا أسماء كبرى بملايين المتابعين – ما يجمعهم هو المصداقية والقدرة على التأثير الحقيقي.
الصناعات الأكثر جرأة في دخول مجال الألعاب
بدأ ناشرو الألعاب أوائل من دخلوا هذا المجال، لكن نشهد اليوم دخولًا قويًا من قطاعات غير متوقعة مثل الوجبات السريعة – حيث سجلت ماكدونالدز ارتباطًا باللاعبين بنسبة بين 43 و58٪.
القطاع التقني هو الأكثر تجريبًا، خاصة مع الشباب. كما أن شركات العملات الرقمية والفنتك (الخدمات المالية التقنية) من الأكثر نشاطًا، رغم حاجتها إلى سياسات واضحة للأمان العلامي.
شركات الأزياء تدخل من خلال سلع افتراضية أو تعاونات مع مبدعين، أما شركات الترفيه فتطوّر محتوى مشترك، وتستخدم رؤى المبدعين لإنتاج أعمال جديدة. الاتجاه العام هو نحو شراكات طويلة المدى بدلًا من تعاونات قصيرة الأجل.
أين تنتهي التقنية ويبدأ الإنسان؟
الذكاء الاصطناعي ممتاز في تحليل البيانات ومراقبة الأداء، لكنه لا يُجيد بناء العلاقات أو فهم الثقافة المحلية. توجيه الإبداع وتقييم المصداقية يحتاجان لبشر يفهمون السياق. FUZE تعتمد مزيجًا من الخوارزميات والتحليل البشري، فيما تسميه “الذكاء المعزز”.
ماذا تحتاج المنطقة لتصبح مركزًا عالميًا؟
رغم أن كأس العالم للرياضات الإلكترونية في السعودية أبرز طموحاتها العالمية، فإن النجاح المستدام يتطلب بنية تحتية متكاملة. الأولوية لتطوير البنية القانونية وأنظمة الدفع، وبرامج دعم احترافي للمبدعين.
كما أن تدريب المواهب على المهارات الإبداعية والتجارية، وربطهم بأسواق عالمية، ضروري لتحويل الظهور اللحظي إلى نمو طويل الأمد يجذب الشركات والمواهب العالمية.
